كثيرا ما نسمع هذه المقولة. فهل وقفت يوما وتأملتها وفكرت هل أنت تندرج تحت مضمونها؟
من المؤكد لا لم تتوقف لحظها عندها ولا عند غيرها. فأنت مسلوب الفكر لم ولن تفكر فى أى شيء حتى يفكر لك فيه غيرك ويطرحه عليك ويمتصه عقلك الإسفنج فأنت لا تملك شخصيه مستقله وتندرج تحت طائفه أخرى سنتكلم عنها لاحقا.
إما إذا كنت تفكر وتملك فكرا مستقلا فأنت بالطبع تشملك هذه المقولة لأنك فكرت وأدركت الحقيقة لكن ما يمنعك من قولها هو الجبن. كما قد تظن نفسك على خلق جيد ويشهد لك بهذا الناس ممن عرفوك لكن في الحقيقة انت مضطر لتكون على خلق ليس لك بديل فالجبن يجبرك على التحلي بالأخلاق لكنها ليست حقيقتك.
سأثبت لك أيها القارئ ان هؤلاء الجبناء ما أكثرهم اليوم في كل مكان وأنك تتعامل معهم يوميا وتراهم بعينك وبعيون الاخرين في أغلب الاحوال وتحسبهم على خلق.
هل صادفت يوما ورأيت إنسانا يقف أمام رئيس عمله وزملائه في نفس الرتبة بكل احترام يقف خاشعا ناظرا بعينه إلى الأرض مطاطيا رأسه؟
فهذه الوضعية صورة مثاليه للاحترام وحسن الاخلاق. لكن ما تلبث هذه الصورة ان تستمر ويحدث تغيير في الاماكن ويصبح هذا الانسان فوق رئيسه وزملائه في الرتبة. وهنا تتفاضل النفوس وتظهر حقيقتها وتظهر الفظاظة والكبر في التعامل وتتغير نبرة الصوت الهادئة ونظرة العيون المنكسرة ويتحول لشخص آخر تعرفوه لأول مره. هل تعرفون لماذا؟ كان إنسان على خلق قبل وصولة للسلطة فوقكم؟ لأنه جبان لا يملك خيار آخر للتعامل مع إساءة أو أخطاء رؤساؤه أو زملائه فهو مجبر على التحلي بالأخلاق فهذا مثال حي لمقولة الجبن سيد الأخلاق ولأن وضعة الحالي هو اختبار حقيقي لخلق.
فإذا أردت أن تعرف أخلاق أي إنسان أعطه سلطة وستجد كيف يعامل من هم أدنى منه في الدرجات. وأنظر في نفس الوقت كيف يعامل من هم أعلى منه في الدرجات.
مثال آخر فقد تجد إنسانا فقيرا معدوما تراه كائن في غاية اللطف والأدب ترى التوقير للكبير والصغير وبعد ابتلاءه بكثرة الاموال تجده تحول لفرعون جديد ويصل الامر إلى تجاهله لمن كانو مقربين منه وكأنه لا يعرفهم. ويعرض عنهم وعن مقابلتهم. فما كان ظاهر لك فيه أنه حسن الخلق لم يكن كذلك بل هو جبن بامتياز وهذا الجبن هو ما كان يجبره على الظهور بحسن الخلق. لكن بعدما تعرض لاختبار حقيقي ظهرت حقيقته. فأنت لست كما يعتقد فيك الآخرون أو تعتقد أنت فأنت لم تتعرض بعد للإختبار. فقد تكون نفسك المريضة والجبانة هي ما تجبرك على الظهور بهذه الصورة وهذه الأخلاق.
ولكن هناك جبن صريح لا يحتاج لتفسير ولكن ما يمنع من مواجهته بحقيقته التي عليه هو مقولة الجبن سيد الأخلاق فخام الجبن هو حكامنا المسلمين الذين يصمون أذانهم عن صرخات المعذبين ويغمضون أعينهم عن مقتل ومعاناة الملايين. فهم مثال حي لا يحتاج للمناقشة في كونهم أجبن الجبناء ولا يملكون ذرة شجاعة. فالشجاعة التي يمتلكونها فقط على شعوبهم وكل من ينتقد ذاتهم فهم يعتبرون نفسهم كالآلهة. ومعهم حق. فما نصبو نفسهم الهة الا بعدما وجدو من يعبدوهم. لا أستطيع أن أراهم إلا خونه وخادمين لقاتلينا.
كل مره أحاول أن أفترض فيهم حسن النية تجاوبني حالة شوارع بلادنا وفقر بيوتنا.
كل مرة أسمع قصائد المنافقين وأغانيهم عن شجاعتهم وكرمهم وأحاول أن أصدق تجاوبني فلسطين والمسجد الأقصى الأسير.