ما طبيعة الطيور:
الطيور هي إحدى مجموعات الحيوانات الفقارية داخلية الحرارة، والشيء الذي يميزها عن غيرها وجود الريش على جسدها والمنقار الخالي من الأسنان، ويوجد لها قلب رباعي الحجرات بالإضافة إلى هيكلها العظمي خفيف التكوين والوزن، وبشكلٍ عام فإنّ الطيور تنتشر في جميع أنحاء العالم بما فيها القارة القطبية الجنوبية المعروفة باسم أنتاركتيكا، ويوجد للطيور أجنحة بعضها متطور ومتين بحيث يُمكن التحليق عاليا من خلاله، وبعضها الآخر بسيط لأنّه لا يستطيع رفع الطير في الجو نهائياً، وفي بعض الأحيان يسمح للطير بالطيران حتَّى مسافة قصيرة جدا، وللتوضيح شاهد بعض الصور “داخل المقال”.
تاريخها وبعض محدّداتها العلمية :
علمياً، ليس من الضروري للطير أن يطير كي يكون طيراً، فمن الطيور ما تطور جينياً عبر العصور بحيث فقد قدرته على الطيران مثل البطريق والنعام. ويحدّد العلماء مواصفات الطيور على أنها : كائنات فقرية، يكسوها الريش، ذات أجنحة ومنقار خالٍ من الأسنان، تضع بيوضاً ذات قشرة كلسية، وتتميز بخفة هيكلها العظمي. وانطلاقاً من هذه المواصفات، أحصى علماء الحيوان نحو 10.000 نوع من الطيور الحية في عالمنا اليوم، تنتشر في كل البيئات الجغرافية من دون أي استثناء ما بين الصحارى المدارية والمناطق القطبية، أصغرها طنّان النحلة الذي لا يتجاوز طوله 5 سنتيمترات، وأضخمها النعام الذي قد يصل طوله إلى 2,70 متر.
وبتطور الدراسات الجينية، تأكدت في ثمانينيات القرن الماضي صحة النظرية القائلة إن الطيور الحالية هي آخر الديناصورات، بمعنى أنها تطورت من ديناصورات طائرة نجت من الانقراض الكبير الذي حصل قبل 65 مليون سنة. وبالتالي، يكون أجدادها الأوائل قد ظهروا في العصر الطباشيري قبل نحو مئة مليون سنة. وخلال ملايين السنين هذه، تطورت الطيور في أشكالها وسلوكياتها، وتنوَّعت لتتكيف مع مقتضيات البيئات الجديدة التي كانت تجد نفسها فيها.
فبعضها طوَّر قدرته على التحليق عالياً مثل النسور والصقور، وبعضها طوَّر دماغه لحاجته إلى الذكاء مثل الغراب والببغاء، وكثير منها طوَّر لون ريشه إما للتكاثر مثل الطاووس، وإما للتخفي مثل البوم الثلجي، وبعضها لم يجد ضرورة للطيران إما لتوفر الغذاء في محيطه وإما لعدم وجود مفترسات تهدِّده في هذا المحيط، فأهمل تطوير جناحيه وفقد لاحقاً قدرته على الطيران مثل البطريق والنعام اللذين أشرنا إليهما سابقاً.
سميت بهذا الاسم:
يُطلق مصطلح الطائر في لغتنا العربية على الحيوان الذي يطير في الهواء بجناحين، ولا نقول له طائر الا اذا كان يحتوي على اجنحة ويكسوا جسده الريش مع بعض الاستثناءات، وبحسب ما ورد في معاجم اللغة العربية فإنّ جمع كلمة طائر هو طُيُور وأَطيَارٌ والطِّيرُ، أمَّا تصغير المصطلح فهو طُوير.
هجرة الطيور :
وإضافة إلى جمالها الشكلي وقدرتها على تحدي الجاذبية، تشكِّل هجرات بعض الطيور واحدة من أكثر العوامل على دغدغة الخيال البشري وتحريكه، كما لا تزال في بعض جوانبها مادة دراسات لا تزال تشغل العلماء حتى اليوم.
وهجرات الطيور هي رحلات موسمية بهدف التزاوج أو البحث عن المناخ اللطيف أو الطعام. وينطوي هذا الفعل على معطيات مثيرة للدهشة. فبعض الأنواع تجتاز في هجراتها ما يزيد على 50 ألف كيلومتر سنوياً، وبعضها قادر على أن يحلِّق في الهواء لمدة 100 ساعة من دون أن يحط على اليابسة للاستراحة. ويقال إن البقويقـة السلطانية مخططة الذيل تستطيع الطيران من دون توقف لمسافة 10000 كيلومتر تقريباً، وأن الجلم المائي الفاحم يتنقل سنوياً من نيوزيلندا وتشيلي إلى ألاسكا وكاليفورنيا في رحلة يبلغ طولها الكلي 64.000 كيلومتر.
ومنذ أن لاحـظ الإنســان أســراب الطيور تَعْبُر فضاءاتـه دورياً، وهو لا يزال يعمل على فك كثير من ألغاز هذه الظاهرة، من دون أن يلغي ذلك وقع هذه الهجرات على وجدانه وخياله كرمز للتحرر والانعتاق من قيود الزمان والمكان.