الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، لقول النبي محمد بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً»، وقوله أيضاً: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله، والصلاة واجبة على كل مسلم، بالغ، عاقل، ذكر كان أو أنثى، وقد فرضت الصلاة في مكة قبل هجرة النبي محمد إلى يثرب في السنة الثالثة من البعثة النبوية، وذلك أثناء رحلة الإسراء والمعراج بحسب المعتقد الإسلامي فُرضت الصلاة في الإسلام خمس مرات في اليوم على المسلمين تقام في خمسة أوقات مختلفة على طول اليوم، وهذه الأوقات هي: الفجر، الظهر، العصر، المغرب، العشاء
الصلاة
حُكم الصَّلوات الخَمس في الإسلام -ألا وهي: صلاة الفجر، والظُهر، والعَصر، والمغرب، والعِشاء- الوُجوب على كلِّ مسلمٍ ومُسلمة، وذلك الوُجوب لا ينفكُّ عنها مهما كان حالُ المُكلَّف بها؛ ولكن قد يَطرأ بعضُ التَّغيرات على هَيئتِها وعَددها في حال السَّفر أو المَرضِ أو الخَوف، ولكنَّها لا تسقُط عن المُكلَّف سُقوطاً تامَّاً ما دام مَناط التَّكليفِ قائماً؛ ألا وهو العَقل.[٨] مكانة الصلاة في الإسلام تُعدُّ الصَّلاة آكد وأهمّ الفُروض والواجبات في الإسلام بعد الشَّهادتين، وواحدةٌ من أركانِ الإسلامِ الخَمسة؛ قال الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ). وتُعدَّ الصَّلاة في الإسلام واحدةٌ من أهمِّ العِبادات على الإطلاق، ولها مكانةٌ مُمَّيزةٌ تكادُ تَنفرد بها عن بَاقي العبادات؛ فَهي عِماد الدِّين وقَوامُه الذي لا يقوم إلا به. ففي الحَديث الشَّريف يَقول الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُهُ الصَّلاةُ، وذروةُ سَنامِهِ الجِهادُ) وهي أولى العِبادات التي فَرضها الله -سُبحانه وتعالى- على عِباده، وأوَّل ما يُحاسب عليه العَبد يوم القيامة. كما قال الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه، فإن صَلُحَتْ فقد أَفْلَحَ وأَنْجَح، وإن فَسَدَتْ فقد خاب وخَسِرَ). وتحُثُّ الصَّلاة على ترك الفَحشاء والمُنكر، وفي هذا التَّرابط بين أداء الصَّلاة والابتعاد عن المُنكرات دليلٌ واضحٌ على أهمِّيتها ومدى تأثيرها على إيمان المُسلم وعَمله، حيث يقول الله -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ)،كما أنَّها آخِر وصَايا الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وآخرُ ما يُفقد من الدِّين؛ فإن ضَاعت ضاع الدِّين كلُّه، وهذا إن دلَّ على شيءٍ، فهو يدُلُّ على المَكانة العظيمة للصَّلاة في الإسلام. حكم ترك الصلاة المفروضة فِيما يتعلَّق بِحكم تَرك الصَّلاة في الإسلام؛ فيأتي الحُكم مُتناسباً مع الأهميةِ الكبيرة للصَّلاة، فيُعدُّ تاركُها جحوداً بها وبفرضيّتها كافراً وخارجاً عن المِّلة بإجمَاع المُسلمين؛ قال الرَّسول -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ والْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ).ويجدر بالذكر أنّ الجحود في اللغة يُعرّف بأنّه إنكار الشيء مع العلم بصحّته، وجاحد الصلاة هو الذي ينكرها ولا يعترف بها وبفرضيّتها. أما من تركها جحوداً بها مع كونه حديث عهدٍ في الإسلام، أو لم يسمع عنها من قبل، فإنه يُعذر بجهله ويُعرّف بها، ولِخطورة تركها شدَّد الله -سُبحانه وتعالى- في خطاب الإنكار على من يَقوم بترك أدائها، فقال -سُبحانه وتعالى-: (فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا) وذلك رحمةً بهم وليَردعَهم عمَّا فيه هلاكٌ لهم في الدُّنيا والآخرة
حكم الصلاة
فضائل الصلاة
العبادة الأُولى التي فُرِضت في مكّة، وأوّلُ عِبادةٍ اكتملت في المدينة، ممّا يدلُّ على عِظمِ شأنِها ومكانتها في الإسلام. واجبةٌ على المُسلم في جميعِ أحواله، سواءً في حال المرض أو الصحة، وفي الحضر أو السفر، وقد كانت الصلاة في بداية فرضيّتها خمسين صلاة، ثُمّ خُفّفت إلى خمسٍ بأجر خمسين، وهذا يدلّ على مكانتها العظيمة في الإسلام. العِبادةُ الوحيدةُ التي فُرضت في السماءِ من غير وحيٍ، بل كانت في ليلةِ الإسراءِ والمعراج مُباشرةً من الله -تعالى- لنبيّهِ مُحمد -عليه الصلاة والسلام-، كما أنّها عِمادُ الدين الرُّكن الثانيّ من أركان الإسلام، وبمنزلة الرأسِ من الجسد، ويُفرَّقُ بها بين المُسلم وغير المسلم؛ لأنَّها من علامات ومظاهر الإيمان، وتُحقّقُ الاستسلام التّامِّ لله -تعالى- وطاعته. أثر الصلاة على الفرد والمجتمع الصلاة لها الكثير مِنَ الآثار الإيجابيّةِ التي تَعودُ على الفرد والمُجتمع، ومنها ما يأتي تجعلُ العبدَ على دوام الصّلة بِربِّه، ويُغذِّي نفسَه بِطاعة الله وذِكره، ويُبعدُ عن نفسِه الخطايا، بالإضافة إلى أنّها سببٌ لاستقامةِ العبدِ، وصلاحه وصلاحِ أخلاقه، وسلامةِ قلبه وعقله. تجعلُ العبدَ يُفْرِدُ خالقهُ بِالعِبادة والتوحيد، كما أنّ التوجّه للقِبلة فيه رمزٌ لِوحدة المُسلمين، وفي السّجود تَمام التسليم والخُضوع لله -تعالى-. تُزيلُ الحقدَ والبغضاء بين أفراد المُجتمع من خلال اصطفافِهم وتلاصُقهم بِجانب بعضهم في الصلاة، وتَزيدُهم قوّة من خلال التغيير الذي يَحصل بأدائِها في جماعة. تُظهر الوحدة بين أفراد المُجتمع من خلال الالتزام بها والاجتماع لأدائها. تحفظُ الإنسان الذي يُحافظُ عليها بِخُشوعها وآدابها، وتُبعِدُهُ عن الشرك، وتُكسِبه العِزّة والتواضع والتقوى