أبو العباس عبد الله (السفاح) بن محمد بن علي العباسي،ويُقال له المرتضى والقاسم،ولد سنة 105هـ في الحميمة الواقعة في أرض الشراة في البلقاء في بلاد الشام وقد نشأ وتربى فيها، وتمت مبايعته على الخلافة في مدينة الكوفة يوم الجمعة في الثاني عشر من شهر ربيع الآخر عام 132هـ، وقام بالقضاء على أتباع الدولة الأموية باستثناء عبد الله الداخل مؤسس الدولة الأموية في الأندلس
قيام الدولة العباسية
ابو العباس السفاح
سقوط الدولة العباسية
انتهى الحكم العباسي في بغداد سنة 1258م، عندما أقدم هولاكو خان على نهب وحرق المدينة، وقتل أغلب سكانها بما فيهم الخليفة وأبناؤه، وقد انتقل من بقي على قيد الحياة من بني العباس إلى القاهرة بعد تدمير بغداد؛ حيث أقاموا الخلافة مجددًا في سنة 1261م، وبحلول هذا الوقت كان الخليفة قد أصبح مجرد رمز لوحدة الدولة الإسلامية دينيًا، أما في الواقع فإن سلاطين المماليك كانوا هم الحكَّامَ الفعليين للدولة. وكان محيي الخلافة العباسية في القاهرة هو السلطان الظاهر بيبرس، الذي رغب أن يكون الحاكم المُسلم الذي يُعيد الحياة إلى هذه الخِلافة، على أن يكون مقرُّها القاهرة، لِيجعل منها سندًا لِلسلطنة المملوكيَّة، التي كانت بِحاجةٍ ماسَّة إلى دعمٍ روحيٍّ يجعلها مهيبة الجانب؛ فعلى الرَّغم من الانتصارات التي حققتها ضدَّ المغول كانت في حاجة إلى ذلك الدعم الروحي، كذلك كان الظاهر بيبرس في حاجة إلى ذلك الدعم الروحي لأمرين؛ الأول: أن يُحيطَ عرشه بِسياجٍ من الحماية الروحيَّة، يقيه خطر الطامعين في مُلك مصر والشَّام، ويُبعد عنه كيد مُنافسيه من أُمراء المماليك في مصر، الذين اعتادوا الوُصُول إلى الحُكم عن طريق تدبير المُؤامرات، والثاني: أن يظهر بِمظهر حامي الخِلافة الإسلاميَّة. لذلك استدعى إلى القاهرة أميرًا عباسيًّا هو أبو القاسم أحمد، وبايعه وعلماء الديار المصرية بالخلافة، فقلد الخليفةُ بيبرس أمورَ البلاد الإسلاميَّة وما ينضاف إليها، وما سيفتحهُ من بلادٍ في دار الحرب، وألبسهُ خُلعة السلطنة. ومُنذ ذلك الوقت عُرف كل سلطان مملوكي وقد ظلت الخلافة العباسية قائمة حتى سنة 1519م، عندما اجتاحت الجيوش العثمانية بلاد الشام ومصر، وفتحت مدنها وقلاعها، فتنازل آخر الخلفاء عن لقبه لسلطان آل عثمان، سليم الأول، فأصبح العثمانيون خلفاء المسلمين، ونقلوا مركز العاصمة من القاهرة إلى القسطنطينية